نشر :
منذ ساعة|
بعيداً عن الأضواء التي تُسلط على القادة السياسيين البارزين، يبرز اسم زاهر جبارين كأحد أكثر الشخصيات نفوذاً وغموضاً في قيادة حركة حماس. فهو ليس مجرد عضو في المكتب السياسي للحركة، بل هو الرجل الذي يُعتقد أنه يدير ملفين استراتيجيين: الشبكة المالية العالمية لحماس، وقيادة نشاط الحركة في الضفة الغربية المحتلة.
من خلال مسيرة طويلة بدأت في قرى سلفيت، ومرّت بعقود في سجون الاحتلال الإسرائيلية، وصولاً إلى قيادة الشتات، يمثل جبارين نموذجاً للقيادي العملياتي الذي يجمع بين الشرعية النضالية كأسير محرر والنفوذ الهائل المستمد من التحكم بمصادر القوة المالية والتنظيمية للحركة.
من السجن إلى قيادة الشتات
وُلد زاهر جبارين عام 1968 في بلدة سلفيت بالضفة الغربية. انخرط في صفوف حركة حماس في بداياتها، واعتُقل عام 1993 وحُكم عليه بالسجن المؤبد مرتين. خلال فترة اعتقاله التي امتدت لنحو عقدين، أصبح أحد أبرز قادة الأسرى في سجون الاحتلال.
كان عام 2011 نقطة تحول في حياته، حيث أُطلق سراحه ضمن “صفقة شاليط” الشهيرة لتبادل الأسرى وأُبعد إلى الخارج. ومنذ ذلك الحين، بدأ صعوده السريع في هرم قيادة حماس في الشتات، مستفيداً من خبرته التنظيمية العميقة.
مسؤول “الملف المالي” الخاضع للعقوبات
تُشير العديد من التقارير الاستخباراتية وتصنيفات العقوبات الدولية إلى أن زاهر جبارين هو المسؤول الأول عن “وزارة مالية” حماس. في عام 2019، فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، واصفة إياه بأنه رئيس الدائرة المالية للحركة والمسؤول عن إدارة شبكة استثمارات عالمية تُدرّ على حماس مئات الملايين من الدولارات سنوياً.
وبحسب الاتهامات، يدير جبارين هذه المحفظة المالية من الخارج، ويشرف على تحويل الأموال لتمويل كافة أنشطة الحركة، بما في ذلك جناحها العسكري، كتائب القسام.
حلقة الوصل مع الضفة الغربية
إلى جانب دوره المالي، يُعتبر جبارين حلقة الوصل الرئيسية بين قيادة حماس في الخارج وخلاياها ونشطائها في الضفة الغربية. وبصفته أحد أبناء الضفة، فإنه يمتلك فهماً عميقاً لواقعها الاجتماعي والسياسي، مما يجعله الشخصية الأنسب لإدارة هذا الملف الحساس. تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف توجيه العديد من العمليات وتجنيد النشطاء وتحويل الأموال اللازمة لدعم البنية التحتية للحركة في الضفة.
باختصار، يمثل زاهر جبارين القائد الذي يعمل في الظل، لكن تأثيره يظهر جلياً في قدرة حماس على الاستمرار مالياً وتنظيمياً، مما يجعله أحد أهم وأخطر الشخصيات في قيادة الحركة من وجهة نظر خصومها.