مرصد مينا
كشف عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة في مصر عن تأثير انهيار سد النهضة إذا ما استمرت الزلازل في ضرب إثيوبيا.
وقال شراقي خلال مداخلة عبر قناة النهار: “ليست هناك مشكلة من حجم السدود بدليل ولكن الأهم أن يتناسب مع المنطقة من الناحية الجيولوجية بعيدا عن أي نشاط زلزالي أو فوالق زلزالية”.
حديث شراقي جاء بعد أن شهدت إثيوبيا، الاثنين الماضي، زلزالا بقوة 4.9 بمقياس ريختر بالقرب من موقع سد جيبي 3 على نهر أومو وبعمق 10 كيلومترات،
وشدد على أنه لو انهار “سد النهضة” بفعل الزلازل سيكون الأمر بمثابة طوفان على السودان لم تشهده البشرية من قبل، ويعادل “طوفان سيدنا نوح”، ويهدد 20 مليون سوداني يعيشون على طول النيل الأزرق بالكامل بما فيها الخرطوم، لأن السد يقع في منطقة أعلى من الخرطوم بـ350 مترا، والمسافة 500 كلم فقط، ومن هنا يحدث اندفاع للمياه بكميات كبيرة”.
كما كشف أن “إثيوبيا لديها أكبر فالق زلزالي على سطح الأرض، ويسمى الأخدود الإفريقي العظيم، وهو يقسم إثيوبيا إلى نصفين أدى إلى خسف الأرض إلى 125 مترا تحت سطح البحر، وخرجت براكين ارتفاعها أكبر من 4600 متر، وخلقت نظاما مطريا فريدا على مستوى العالم، وأصبحت البيئة ذات جبال بركانية وفوالق وتشققات وحصلت مشاكل داخل سدود بإثيوبيا، وانهار أحد المشاريع بعد افتتاحه بـ10 أيام”.
شراقي أوضح أن المنطقة الإثيوبية هي حزام الزلازل في القارة الإفريقية وأكبر منطقة بها نشاط زلزالي، وأقصى زلزال كان في حدود 6.5 على مقياس ريختر، وعدد الزلازل في إثيوبيا سنويا من 5 إلى 10 زلازل، مضيفا أن الزلزال الذي وقع بالقرب من سد جيبي 3 الأسبوع الجاري كان من الممكن أن يؤدي لانهيار هذا السد وتدمير ملايين السكان في كينيا.
ولفت إلى أن سد النهضة يبعد عن أشد مناطق إثيوبيا زلازلا بحوالي 300 كلم، ولكن هناك بعض الزلازل تحدث في منطقة السد اَخرها كان 8 مايو العام الماضي حيث وقع على بعد 100 كلم من السد.، وتابع: “لما بدأت عملية التخزين في سد النهضة وجدنا أن عدد الزلازل في إثيوبيا ارتفع من 10 زلازل سنويا حتى إلى 38 زلزالا في 2023، وفي 2024 حتى الآن 10 زلازل، وهذا ما يشير إلى تأثير السد على كثرة الزلازل”.
يذكر أنه قبل أسابيع اتخذت إثيوبيا خطوات جديدة لبدء الملء الخامس دون تنسيق مع مصر والسودان، وكشفت صور فضائية أن إثيوبيا بدأت عملية تعلية السد عبر الممر الأوسط، وصب الخرسانة بعد تجفيفه.