- بيانات رسمية هندية تفيد بأن 22% من العمال يحصلون على متوسط دخل شهري يبلغ 88 يورو
يصطف آلاف الهنود في طوابير طويلة للتقدم إلى وظائف في تل أبيب، معتبرين أن الخطر الذي يهدد سلامتهم أفضل من الجوع في وطنهم.
ويقول ديباك كومار خلال انتظاره مع حشد من المرشحين للحصول على وظائف لدى الاحتلال في مركز تدريب وتوظيف في لكناو على مسافة 500 كيلومتر شرق نيودلهي “سأبتسم وأتلقى رصاصة.. لكن مقابل 150 ألف روبية” (نحو 1700 يورو).
في الهند “تعمل أربعة أيام وتأكل يومين”، كما يوضح أحد العمال الذي يشرح أنه يعرف ما هي أخطار الذهاب إلى تل أبيب مع استمرار الحرب منذ قرابة أربعة أشهر.
من جهته، يقول كيشاف داس، وهو أب لاثنين في لكناو “أعلم أنني ذاهب إلى منطقة خطرة. لكن علي إطعام عائلتي.. وإلا فإن طفلَي سيموتان من الجوع. لا يوجد عمل هنا”.
ورغم أن الهند هي خامس أكبر اقتصاد في العالم وواحدة من أسرع الاقتصادات نموا، يعجز ملايين عن إيجاد وظيفة بدوام كامل في البلاد.
وتفيد بيانات حكومية بأن 22 في المئة تقريبا من الموظفين الهنود هم “عمال موقّتون” بمتوسط دخل شهري يبلغ 7899 روبية (88 يورو).
لذلك فإن الأمل في الحصول على وظيفة في قطاع البناء لدى الاحتلال الإسرائيلي أقوى من الخطر، مع احتمال زيادة الراتب بمقدار 18 مرة.
من جهته، يقول جبار سينغ، وهو مصلح دراجات نارية “إذا كان قدرنا أن نموت، سنموت هناك. على الأقل سيحصل أطفالنا على شيء. إن ذلك أفضل من الجوع هنا”.
10 آلاف عامل
تفيد السفارة الهندية في تل أبيب أن هناك نحو 18 ألف هندي يعمل في تل أبيب، لا سيما في مجال تقديم الرعاية للمسنين، وفي قطاعي الماس والذكاء الاصطناعي، وهناك أيضا طلاب.
لكن الحرب أعادت خلط الأوراق وبدأ البحث عن عمال في قطاعات جديدة مثل البناء، وفق ما يقول ما خان، المسؤول عن استقدام العمال في معهد لكناو للتدريب الصناعي، لأن الحرب تسببت في رحيل آلاف العمال الآسيويين وتعبئة الكثير من جنود الاحتياط “الإسرائيليين” وإلغاء تصاريح العمال الفلسطينيين.
ويشير رئيس المعهد راج كومار ياداف إلى أن مكاتب التوظيف لدى تل أبيب تبحث الآن عن 10 آلاف عامل بناء على الأقل، برواتب تصل إلى 140 ألف روبية (1550 يورو).
ويضيف “سيعطونهم تأشيرة ويجلبونهم.. سيتم إطعام 10 آلاف أسرة”، لافتا إلى أن هذا البرنامج يحظى بدعم السلطات الهندية.