- إيران تستعين بالتكنولوجية التركية للعثور على رئيسها
- فقدان الاتصال مع الطائرة الرئاسية
- غياب لنظام تتبع عبر الأقمار الإصطناعية لطائرة الرئيس
- الطائرة سلكت طريق جبلي وعر وسط ظروف جوية سيئة
- لماذا مات الرئيس الإيراني.. وهل دبرت عملية اغتياله في وضح النهار؟
أعلن رئيس الهلال الأحمر الإيراني العثور على حطام المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في محافظة أذربيجان الشرقية شمال شرقي إيران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن جميع ركاب الطائرة، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، قد لقوا حتفهم.
كما أفادت مصادر إيرانية باحتراق بعض الجثث على متن المروحية، مما حال دون التعرف على هويتها.
أسئلة على الطاولة
حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني فتحت باب التساؤلات حول أسبابها، وإن كانت مفتعلة أم لا، والعقبات التي حالت دون العثور على الحطام وإعلان الوفيات إلا بعد نحو 16 ساعة من سقوطها.
ولعل أبرز التساؤلات المنطقية تلك التي أشارت إلى غرابة تحليق طائرة رئيس دولة بحجم الجمهورية الإسلامية الإيرانية فوق مرتفعات جبلية وعرة، وبين تضاريس صخرية صعبة.
ووفق رصد “المشهد المعاصر” للخرائط، فإن محافظة أذربيجان الشرقية تعتبر إحدى محافظات إيران الواحدة والثلاثين، تقع شمال غرب هضبة إيران وعاصمتها مدينة تبريز. في مركزها مدينة أرومية وشرق المحافظة تقع بحيرة أرومية.
ويحد المحافظة من الشمال نهر أرس الذي يفصل إيران عن جمهوريتي أرذبيجان وأرمينيا ويبلغ طوله 235 كم.
ظروف جوية صعبة
السلطات الإيرانية تذرعت بالظروف الجوية الصعبة في منطقة تحطم الطائرة، وهو ما حال دون استطاعت فرق الانقاذ من الوصول إلى الموقع، وهو ما طرح تساؤل جديدا حول كيفية السماح بتنقل رئيس الجمهورية بالطائرة وسط هذه الأجواء التي ترفع من درجة المخاطر التي تحدق بالمسؤولين.
ورأى آخرون أن السلطات الإيرانية نشرت معلومات مغلوطة عن حالة الطقس في منطقة الحادثة حينما ادعت وجود عاصفة ثلجية في المكان، ليتبين مع ساعات الصباح الباكر عدم وجود أية آثار على وجود تساقط للثلوج في المكان.
ووفقا لخرائط الطقس العالمية التي رصدتها “المشهد المعاصر” فإن أبرد المناطق في محافظة أذربيجان الشرقية تراوحت صباح اليوم بين الـ6-8 درجات مئوية بينما تراوحت في المعدل العام في مختلف مناطق المحافظة بين ال14-16 درجة، ما يؤكد عدم وجود أية عواصف ثلجية في المحافظة.
وتاليا صور الخرائط:
فقدان الاتصال
ومن التفاصيل التي أثارت استغراب الخبراء فقدان السلطات الإيرانية للاتصال مع طائرة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وعدم وجود أي سبيل للوصول إلى موقعها لساعات طويلة.
وتعد الجمهورية الإيرانية دولة استخبراتية من الدرجة الأولى، ما يحتم وجود عمليات اتصال دائم ومراقبة كلية لتحركات الشخصيات البارزة في البلاد من خلال الأقمار الإصطناعية والوسائل التكنولوجية الأخرى.
وحسب السلطات الإيرانية كان هنالك طائرتان ترافقان طائرة الرئيس، إلا أنهما ومن دون تبيان الأسباب غادرتا المكان فور وقوع الحادث، مع الإشارة إلى أن المهمة الأولى المنوطة بتلك الطائرات تتمثل بحماية طائرة الرئيس.
كما ولم تعلن السلطات الإيرانية عن أسباب عدم تسجيل تلك الطائرات لإحداثيات موقع سقوط الطائرة فور وقوع الحادث، وهو ما كان من شأنه أن يساعد في عمليات البحث والإنقاذ والعثور على الحطام والذي استمر لنحو 16 ساعة، انتهت بالإعلان عن مصرع الرئيس ومرافقيه.
وكان رئيس الهلال الأحمر الإيراني أعلن العثور على جثامين كل من كانوا على متن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
هل اغتيل رئيسي في وضح النهار؟
حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثارت جدلا واسعا على الصعيد العالمي وطرحت فكرة اغتيال رئيسي ومرافقيه، لا سيما في حالة دولة مثل الجمهورية الإيرانية تخوض صراعات مع كيانات عدة، ولها أيدي متنفذة في العديد من الميليشيات على امتداد الإقليم.
الحادثة التي تتزامن مع حالة التصعيد غير المسبوقة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي والتي انتجت مواجهة عسكرية مباشرة للمرة الأولى تاريخيا بين تل أبيب وطهران تضع كيان الاحتلال موضع الاتهام بالوقوف وراء عملية اغتيال مدبرة بحق رئيسي.
خبراء استبعدوا خيار تورط الاحتلال؛ نظرا لتاريخه في تنفيذ عمليات الاغتيال والذي ابتعد وخلى بشكل شبه دائم من اغتيال القادة السياسيين وركز على العلماء والقادة العسكريين.
آخرون رجحوا تورطا داخليا في عملية اغتيال منظمة حال ثبوت ذلك، معتبرين أن رئيسي ورغم الانتقادات التي تعرض لها في الكثير من مفاصل إدارة المشهد الداخلي إلا أنه بات ينظر إليه باعتباره القادر على حشد تأييد مختلف المعسكرات السياسية للمحافظين والمحافظين المتشددين الأصوليين داخل الجمهورية الإيرانية، وهي ميزة لا يملكها الكثيرون.
ويقول أصحاب ذلك الرأي إن هناك قوى وجماعات متطرفة مختلفة داخل إيران تبحث وتطمع بالحكم، ومن المحتمل ضلوعها في عملية اغتيال منظمة، لا سيما في ظل وجود الكثير من الأحداث غير المبررة في حادثة تحطم الطائرة ومصرع من بداخلها.
لماذا غابت تكنولوجيا إيران عن عمليات البحث؟
عمليات البحث والإنقاذ والتي شهدت مشاركة عشرات الفرق من مختلف مؤسسات الجمهورية الإيرانية شهدت في الساعات الأولى منها غيابا واضحا للتكنولوجيا الإيرانية، وضعفا عاما في إدارة المشهد العملياتي، حيث تذرعت تلك المؤسسات بالأحوال الجوية السائدة ووعورة التضاريس في المنطقة.
واستعانت إيران للعثور على طائرة رئيسها بالتكنولوجيا العسكرية التركية، التي استطاعت تحديد موقع الحطام والتقطت له الصور المناسبة مما مكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى الإحداثيات الدقيقة.
وكانت أرسلت السلطات التركية طائرة “أقينجي”، وهي طائرة مسيرة بدون طيار ذات قدرات عالية، في مهمة للبحث عن حطام طائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، ومن بينهم وزير الخارجية عبدالأمير عبداللهيان.
مواصفات أقينجي
- نوع الطائرة: قتالية بدون طيار ذات قدرة تحمل طويلة وتطير على ارتفاعات عالية.
- الشركة المطورة: شركة صناعة الدفاع بيكار ومقرها تركيا.
- تاريخ الإدراج: دخلت الخدمة العسكرية التركية في 29 أغسطس 2021.
- الوزن: أكثر من 5500 كجم.
- المحركات: تعمل بمحركين توربينيين.
- الحمولة: تزيد عن 1350 كجم، تشمل حمولة قتالية.
- القدرات القتالية: قادرة على أداء قتال جو-جو.
- التجهيزات: مزودة بأنظمة الدعم الإلكتروني والهجوم المضاد، أنظمة اتصالات الأقمار الصناعية المزدوجة، رادار جو-جو، ورادار تجنب الاصطدام.
- الطرازات: تشمل ثلاثة طرازات وهي أقينجي أ، أقينجي ب، وأقينجي ج، تختلف في أنواع محركاتها.
ووفقا لوسائل الإعلام الإيرانية استطاعت الطائرة التركية تحديد موقع مكان حطام طائرة الرئيس الإسراني إبراهيم رئيسي.
وحددت المسيرة التركية موقع الحطام من خلال رصد مصدر حرارة محتمل لموقع التحطم.