دبلوماسي أردني لـ”رؤيا”: إيران فقدت مرشدها القادم.. وخسارة عبداللهيان كخسارة سليماني

20 مايو 2024آخر تحديث :
دبلوماسي أردني لـ”رؤيا”: إيران فقدت مرشدها القادم.. وخسارة عبداللهيان كخسارة سليماني
  • دبلوماسي أردني: وفاة رئيسي تخلط الأوراق والكثير من الحسابات الإيرانية
  • دبلوماسي أردني: إعداد خليفة للمرشد في إيران عملية صعبة وطويلة ومعقدة
  • عبد اللهيان كان المسؤول عن تنظيم العلاقة مع السوريين واللبنانيين ودول الخليج العربي إضافة إلى العلاقة مع روسيا

شكل مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان صدمة كبيرة على الصعيد الدولي والإقليمي.

وفاة رئيسي الذي ينظر إليه باعتباره القادر على حشد تأييد مختلف المعسكرات السياسية للمحافظين والمحافظين المتشددين الأصوليين داخل الجمهورية الإيرانية، خلق حالة من القلق ومستقبل الخطط الإيرانية خلال الفترة المقبلة، فيما قد تخلط وفاة عبداللهيان الأوراق الدبلوماسية لإيران إقليميا.

إيران تفقد مرشدها القادم

دبلوماسي أردني ضليع في الشأن الإيراني أكد أن وفاة رئيسي ووزير خارجيته تسبب في خربطة الكثير من الحسابات.

وقال الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ”المشهد المعاصر” إن إبراهيم رئيسي كان يعد المرشد القادم للجمهورية الإيرانية خلفاً لـ”علي خامنئي”.

وأوضح أن إعداد شخص في إيران لخلافة المرشد الأعلى عملية صعبة، معقدة وطويلة جداً، منوهاً أن الجمهورية أعدت قبل إبراهيم رئيسي، المدعو آية الله شاهرودي وكان مهيأ لخلافة خامنئي إلا أنه توفي بشكل مفاجئ أيضاً بعد اصابته بجلطة.

وأفاد أن وفاة الشاهرودي دعت صناع المشهد الإيراني إلى البحث عن شخص يكون مقبولا لدى الحرس والبازار ومختلف أطراف المعادلة الإيرانية، التي لا تلقي بالاً للإصلاحيين والمعتدلين.

طرح بدلاء جدد

الدبلوماسي أشار إلى أنه تم تهيئة إبراهيم رئيسي وإعداده، لا سيما وأنه كان يملك ميزة مهمة تتمثل في عمره الصغير نسبياً، حيث أن رئيسي من مواليد عام 1960 بينما منافسه المطروح من قبل المعتدلين في إيران وهو حسن روحاني مواليد عام 1946.

وذكر أن رئيسي كان يعتبر سيداً بعمامة سوداء، وهو ما منحه نقطة إضافية لدى جهات بعينها وجعله أقرب إلى الحرس.

الدبلوماسي قال إن موت رئيسي خربط حسابات البحث عن خليفة للمرشد الأعلى وسيحفز الأطراف البديلة على طرح بدائل جديدة.

حسين عبداللهيان.. خسارة يصعب تعويضها

ورأى الديلوماسي أن الخسارة الأكبر في حادثة تحطم الطائرة تتمثل في فقدان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وأوضح أن خسارة عبد اللهيان كبيرة على الصعيد الأمني والسياسي، مبيناً أنه يشغل منصب وزير خارجية إيران إلا أنه منذ 15 عاماً يعتبر الشخصية الأساسية المركزية في وزارة الخارجية الإيرانية.

وأكد أن عبد اللهيان في مرحلة ما كان يعتبر أقوى من وزير الخارجية الإيراني ذاته حينما كان نائبا له؛ باعتباره يمثل تيار الحرس الثوري الإيراني في وزارة الخارجية، كما وأنه الأقرب إلى المرشد الأعلى.

وتابع:”عبد اللهيان كان الأقرب إلى المرشد وفي مرحلة ما كان يراقب آداء الفريق التفاوضي في الملف النووي الإيراني”.

وأشار إلى أن عبداللهيان كان يحمل ملفات أمنية استراتيجية حساسة على مستوى الإقليم.

وقال إن عبداللهيان كان المسؤول عن تنظيم العلاقة مع السوريين واللبنانيين ومع دول الخليج العربي، إضافة إلى العلاقة مع روسيا.

وأضاف:” من خلال معرفتي الشخصية به عن قرب فإن خسارة عبد اللهيان تمثل خسارة قائد فيلق القدس سابقا قاسم سليماني على الصعيد العسكري؛ فعبد اللهيان الشخصية السياسية المحورية في وزارة الخارجية، وحاول أحد المسوولين الإيرانيين التخلص منه سابقا من خلال إرساله كسفير إلى سلطنة عمان، إلا أنه رفض واستقال، ليتم تعيينه آنذاك مستشارا دبلوماسيا لرئيس مجلس الشورى لمدة عامين ومن ثم استلم وزيراً للخارجية”.

رئيسي وعبد اللهيان.. من هما وما تاريخهما؟

ولد إبراهيم رئيس الساداتي في مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، عام 1960، ونشأ في أسرة متدينة.

بدأ نشاطه السياسي بالمشاركة في احتجاجات شعبية اعتراضًا على إهانة روح الله الخميني، المرشد الإيراني السابق.

شغل منصب المدعي العام في طهران من عام 1989 إلى 1994. وعندما عُين صادق لاريجاني رئيسًا للسلطة القضائية، أصبح رئيسي النائب الأول له حتى عام 2014.

في عام 2016، عينه المرشد علي خامنئي على رأس مؤسسة العتبة الرضوية المقدسة. بعد ذلك، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2017، لكنه لم يفز. عاد للترشح في عام 2021 وفاز بالانتخابات ليصبح الرئيس الثامن لجمهورية إيران.

سجل حقوق الإنسان

واجه إبراهيم رئيسي انتقادات حادة من معارضين ومنظمات حقوقية بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان، واتهموه بالتورط في إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988.

أما فيما يتعلق بحسين عبداللهيان فهو دبلوماسي إيراني محافظ، عينه الرئيس إبراهيم رئيسي وزيرًا للخارجية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، وحظي بثقة البرلمان المحافظ.

يُعرف عبد اللهيان بقربه من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وحركات المقاومة في غرب آسيا، لا سيما حزب الله اللبناني.

حياته ومسيرته المهنية

الميلاد والنشأة: ولد عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة طهران).

نشأ في أسرة متديّنة، حيث تولت والدته وأخوه الأكبر إدارة العائلة بعد وفاة والده عندما كان في السادسة من عمره.

التعليم: تخرج من كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، وتم تعيينه في السلك الدبلوماسي، وتزوج عام 1994 وله ولد وبنت.

الاخبار العاجلة