هل فاز “بنيامين”؟ – مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

30 مايو 2024آخر تحديث :
fbpx

مرصد مينا

فازت حكومة بنيامين نتنياهو بـ “القتل”، تلك حقيقة لا يجانبها اثنان، ولكنها لم تفز بـ “بالحرب”، والدليل أن جندياً مصرياً يرفع سلاحه بمواجهة قوات الاحتلال فيما مقاتلون تحت أنقاض رفح مازالوا يعرفون الطريق إلى نصب الكمائن وأسر جنود إسرائيليين.

فازت بـ “القتل”، والقتل بمفرده لا يعني فوزاً ولو كان الأمر كذلك لقلنا أن القوات النازية فازت على الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية وكان أعداد القتلى السوفييت قد تجاوز الم ١٢ مليون، ومن بعدها رفع السوفييت العلم الأحمر على الجزء الشرقي من برلين مع حقيقة مؤكدة كانت انتحار هتلر مع زوجته وكلبه.

تفوز إسرائيل بالحرب مرة واحدة :

ـ حين يمكن أن تتحول إلى جزء من منطقة يمكن تسميتها بـ “الشرق الأوسط الجديد”، وربما يمكن تسميتها بـ “شرق المتوسط”، وقد تلقى تسمية ثالثة وهي “جزء من بلاد الشام”.. تفوز يوم تذهب الحافلة الإسرائيلية بسياحها لا بسلاحها لزيارة “جرش” دون أن تتعرض لوابل من الأحجار المرشوقة على ركابها بالمقلاع، أو يوم يصل السياح الإسرائيليون إلى دمشق للتبضع في سوق “اتفضلي ياست” بالترحاب الشامي المعهود.

تفوز إسرائيل لحظة ترحب القاهرة بمواطن إسرائيلي يبحث بالتفصيل على الشارع المؤدي إلى مقهى “الفيشاوي” وتفوز حين تطرد من ذاكرة الناس سطوة الاحتلال، وبشاعة الفكر العنصري القائم على إبادة “الغواييم”، ولن تفوز مادامت “ثكنة” محاصرة حتى ولو ارتفع في محيط الثكنة مايساوي سد الصين العظيم.

كل مافعلته حكومة اليمين الإسرائيلي وحتى اللحظة أنها أغرقت إسرائيل.. نعم أغرقتها حتى بات قبولها كجزء من المنطقة لا يعني سوى قبول القاتل وهو يحرس جثة القتيل، وهذا مافعله بنيامين نتنياهو وقد ركل “السلام” بعيداً عن منطقة كان يمكن لها أن تعثر على طريق للسلام.. طريق يسمح لشعوب المنطقة بالتعايش وتبادل البضائع وتوزيع العمل ما بين يد خبيرة ويد خبيرة، ومع السلام، نشوة التنمية بديلاً عن استيلاد الأصوليات المظلمة لتحل أصولية بمواجهة أصولية، وهذا واقع الحال يقول:

ـ كلما ارتفعت مكانة الأصولية اليهودية، لابد وتقابلها أصوليات من نوعها وعلى الضد منها.

وهكذا طردت الأصوليات “رابين” وقتلته، لتطرد الأصولية الإسلامية “السادات”، فكان الاغتيال هنا مقابل الاغتيال هناك، ليكون اليوم ولاّد لأصولية حماس مقابل أصوليات التلمود، ومن بعدهما يسترسل القتل على الجانبين، وما من فائز، فالقتل لايعني الفوز، وقد تمادى الإسرائيليون في القتل والخراب، حتى بات السلام عصياً على أي من قوى السلام.

أن يدخل جندي مصري المعركة بلحمه الحي، ليست قصة ثانوية أو على هامش النصّ.. تلك حكاية في رمزيتها ودلالتها أكبر من فعل “قتل”.

كان على بنيامين نتنياهو أن يُقرّ بأنه يكتب نهاية “دولة إسرائيل”.

نقول “دولة” دون نسيان ضرورة التمييز ما بين الدولة و”الثكنة”.

ستبقى إسرائيل ثكنة، إلى وقت طويل طويل، وقد تتحول ذات يوم إلى “بقايا ثكنة”.

القتل ليس فوزاً.

ذلك مالم يدركه اليمين الإسرائيلي.

الاخبار العاجلة