إسرائيل.. الحرب التي “لاريب فيها”

5 أغسطس 2024آخر تحديث :
إسرائيل.. الحرب التي "لاريب فيها"

زاوية مينا

لم يمض على إعلان “دولة إسرائيل”، سبع ساعات حتى أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان اعترافه بالدولة.

هذا حال الآباء في استقبال مواليدهم الجدد.

واليوم، إسرائيل في المواجهة الأصعب فهل تمنحها الإدارة الأمريكية شيكاً على بياض؟

الوزير بلينكن ولا ضرورة للتذكير بأنه وزير خارجية الولايات المتحدة، صرّح من منغوليا:”المسار الذي تشهده المنطقة حاليا هو نحو المزيد من الصراعات والدماء والمعاناة وانعدام الأمن، ومن المهم أن نكسر هذه الدائرة، ويبدأ ذلك بوقف إطلاق النار”.

وتابع بلينكن:”لنصل إلى هناك، يجب على جميع الأطراف أولا، التوقف عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية. ويجب عليهم إيجاد أسباب للوصول إلى اتفاق (وقف إطلاق النار)، وليس البحث عن أسباب لتأخير أو رفض الاتفاق”.

وأضاف:”من الضروري أن تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة خلال الأيام المقبلة؛ لأن تلك الخيارات هي التي سوف تصنع الفارق بين الاستمرار في المسار المليء بالعنف والمعاناة وانعدام الأمن، أو الانتقال إلى شيء مختلف تماما وأفضل بالنسبة لجميع الأطراف المعنية”.

كلام الوزير يحمل الكثير من القلق، والقلق لابد مصحوب بما معناه لا للحرب، والـ “لا” هنا تعني أن الإدارة الأمريكية لم تمنح حكومة نتنياهو شيكاً على بياض، فالشيكات الأمريكانية سخيّة على إسرائيل ولكن ليس إلى حدود “التوقيع على بياض”.

مكتب خامنئي أصدر بياناً نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية، قال فيه أن إسرائيل اغتالت “ضيفنا العزيز في بيتنا”. وأضاف: “لكنه أعد لنفسه أيضا عقابا قاسيا”، في إشارة إلى إسرائيل العدو اللدود لإيران.

حسناً وماذا عن بنيامين نتنياهو؟

بصوته وصورته قال: مواطنو إسرائيل، تنتظرنا أيام صعبة. منذ الضربة في بيروت / يقصد اغتيال محسن شكر/، هناك تهديدات من جميع الاتجاهات. نحن مستعدون لأي احتمال وسنقف متحدين وعازمين في وجه أي تهديد. ستفرض إسرائيل ثمنا باهظا لأي عدوان عليها من أي ساحة”.

كلام خامنئي “كلام حرب”، فالرجل اعتبرها “مسألة شرف”، فإذا لم يصن شرفه انهار وانهار حكمه، وبمقابله بنيامين نتنياهو وقد سجّل نصف نصر باغتيال إسماعيل هنية، ولن يكتمل انتصاره إلاّ باستسلام “حماس”، أو بصفقة وقف اطلاق نار لمدة محدودة، يرمم فيها وضعه ثم يعاود الحرب مع “حماس”، لتصفية “حماس”.

حال بنيامين نتنياهو سيكون عرضة للانهيار إذا خرج من غزة بنصف نصر، فخصومه السياسيين ينتظرونه على حافة النهر.

أما “الولي الفقيه” فلابد من انهياره إن خاض نصف حرب ليبقى بـ “نصف شرف”فالرجل اعتبرها قضية شرف، وقضايا الشرف لا تمحى إذا ماكان الولي الفقيه قارئاً للتراث الشعري العربي، ألم يقل شاعر العرب:
ـ لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم؟

بالنسبة للولي الفقيه هي قضية شرف، وبالنسبة لبنيامين نتنياهو وهو “الحاخام الفقيه”، فلابد أن مجمل مستقبله السياسي، ومستقبل حزبه، بل ومستقبل اليمين الإسرائيلي برمته، سينهار إذا ماكان النصر نصف نصر، أو الهزيمة نصف هزيمة، ما يعني بالنسبة لطرفي الحرب الرئيسيين لابد من توسيع دائرة الحرب كي لاتضيق الدوائر بهما.

هنا يبدو التساؤل المشروع:
ـ وما الذي ستفعله الإدارة الأمريكية؟

لاشيء، فبايدن العجوز أضاع هيبة الرئيس بإضاعة ذاكرته، وستكون الولايات المتحدة في فراغ رئاسي، ما يعني أن “ليس للقرار من يوقّعه”.
ستذعن للإرادة الإسرائيلية.

حزب الله بالمقابل “سيذعن للإرادة الإيرانية”.
كل ما سبق يقول:
ـ إنما لاريب فيها..
ونعني الحرب.

الاخبار العاجلة