المشهد المعاصر | الأثواب التراثية الأردنية.. إرث ثقافي وفرصة اقتصادية تتجدد

25 مايو 2025Last Update :
المشهد المعاصر | الأثواب التراثية الأردنية.. إرث ثقافي وفرصة اقتصادية تتجدد

الثوب الاردني

1

Image 1 from gallery

نشر :  

منذ 23 دقيقة|

  • 30 ألف أردني في قطاع الأثواب التراثية
  • الثوب الأردني.. من صندوق الجدات إلى الأسواق العالمية
  • تحديات وصمود في صناعة الأثواب التراثية

وسط إيقاع العصر المتسارع، يواصل الثوب التراثي الأردني حضوره الراسخ كرمز للهوية الوطنية، وكموروث ثقافي توارثته الأجيال، يجمع بين الجمالية والرمزية والفرصة الاقتصادية.


هذا الثوب، الذي خرج من صناديق الجدات، بات سلعة ذات قيمة مضافة، تحاكي الذوق المحلي وتنافس في الأسواق الإقليمية والدولية.

يُقدّر عدد العاملين في هذا القطاع الحيوي بنحو 30 ألف شخص، يتوزعون بين الصناعة والتجارة، بحسب عضو مجلس نقابة تجار الألبسة والأقمشة والأحذية محمد الحلو، الذي أوضح أن صناعة الأثواب تطورت من حياكة يدوية إلى تطريز آلي مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما ساعد على تنويع الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد.

وتضم العاصمة عمّان، وخاصة وسط البلد، أكبر أسواق الأثواب التراثية، مثل سوق عصفور، إلى جانب محال متخصصة في مختلف المحافظات. كما تنتشر فروع لهذه المحال في أوروبا وأمريكا ودول الخليج، مما يعزز انتشار الثوب الأردني بين الجاليات والسياح على حد سواء.

وأوضح الحلو أن أسعار الأثواب تختلف حسب نوع القماش، وجودة الخيوط، وكمية التطريز والألوان، وقد يتراوح سعر الثوب الواحد بين 10 إلى 130 ديناراً، مشيرًا إلى أن المغتربين والسياح العرب يبدون اهتمامًا متزايدًا بهذه الأثواب باعتبارها هدايا ثمينة وهوية ثقافية.

من جانبه، أشار عضو غرفة تجارة الأردن أسعد القواسمي إلى أن تجارة الأثواب التراثية شهدت ازدهارًا منذ عام 2005، خاصة في مناطق مثل شارع طلال وشارع الملك فيصل، مؤكداً أن الثوب الأردني لم يعد مجرد رمز تراثي، بل فخر ترتديه النساء في المناسبات الوطنية والاجتماعية، ويُصدَّر كفكرة تصميمية إلى الخارج.

الخبيرة في التراث الأردني ومؤسسة جمعية بيت التراث، الدكتورة فاطمة النسور، شددت على أهمية الحفاظ على الخطوط التطريزية الأصلية، والتوازن بين الطابع التقليدي والحداثة، لافتة إلى أن الجمعية تعمل مع حرفيين محليين لضمان جودة الإنتاج وديمومة الموروث.

لكن التحديات حاضرة، وفق النسور، أبرزها ارتفاع تكلفة الإنتاج اليدوي، وقلة الأيدي العاملة المدربة، ومنافسة الأثواب الآلية الأقل سعرًا. ودعت إلى دور أكبر للسفارات والجهات المعنية في الترويج لهذا المنتج الثقافي الفريد.

مدير عام “مطرزات الكرنك”، محمود مناصرة، أشار بدوره إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا إيجابيًا في الترويج للثوب التراثي، لكنه حذر من تراجع التطريز اليدوي بسبب ارتفاع التكاليف وقلة الحرفيين، رغم تفوقه من حيث القيمة والمعنى.

ويجمع العاملون في هذا القطاع على أن الثوب التراثي الأردني، بخيوطه ورموزه، ليس مجرد لباس، بل مرآة لذاكرة المكان والناس، وفرصة اقتصادية واعدة تستحق الدعم والرعاية.

Breaking News